التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كورونا: الضيف الثقيل!


مرت أزيد من سنتين  منذ الإعلان عن أول إصابة بوباء كورونا Covid19 بمدينة ووهان الصينية، و الذي انتشر كالنار في الهشيم في مختلف بقاع العالم بعد أسابيع قليلة على ظهوره.

بينما اشتد النقاش بين بعض علماء الفيروسات حول هذا الوباء الفتاك وطريقة الوقاية والعلاج منه، تسببت كورونا  في 
إيقاف عجلة الاقتصاد العالمي بشكل كبير.

فقد تراجع الناتج الداخلي الخام GDP العالمي من حوالي 87 تريليون دولار أمريكي إلى أقل من 85 تريليون بين سنتي 2019 و 2020، نتيجة توقف معظم الأنشطة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة إضافة إلى انهيار أسعار النفط في سوق العقود الآجلة، بعد وصولها إلى مستويات سلبية لأول مرة في التاريخ الاقتصادي و المالي.

تدخلت البنوك المركزية الكبرى كالفيدرالي الأمريكي و البنك المركزي الأوروبي في الأسواق المالية بقوة عبر ضخها لسيولة نقدية بالتريليونات خصصتها أساسا لمختلف برامج التيسير الكمي لشراء السندات بالتوازي مع تخفيض معدلات الفائدة المركزية، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود .


تعليقات

المشاركات الشائعة

التيار الاقتصادي النيوكلاسيكي

تيار فكري اقتصادي ظهر تزامنا مع الفكر الماركسي, بين سنتي 1830 و  1930. وقد شكل امتدادا للتيار الكلاسيكي, خاصة في ما يخص مبادئ الليبرالية و الملكية الفردية و العقلانية.  لكن المدرسة النيوكلاسيكية أو الكلاسيكية الحديثة اختلفت عن فكر المدرسة الكلاسيكية, بتركيزها على تحليل السلوكيات الاقتصادية للأفراد سواء المستهلك أو المنتج, و محاولة فهم كيف يأخذ الفاعل الاقتصادي مختلف القرارات الاقتصادية لتلبية رغباته الاقتصادية القصوى بفعالية في ظل ندرة الموارد. فتميزت عن  المدرسة الكلاسيكية التي اهتمت بدراسة الإنتاج الكلي وكيفية توزيع الثروة داخل مجتمع طبقي إضافة إلى التجارة الدولية و النمو الاقتصادي و  الديمغرافي.  كما اعتمدت المدرسة النيوكلاسيكية  كثيرا على الرياضيات, فمعظم مؤسسي المدرسة استخدموا التحليل الرياضي لشرح مختلف النظريات الميكرواقتصادية..لذلك كانت النيوكلاسيكية بالفعل  أول من أسس ما سمي بالاقتصاد الجزئي, الذي تنعدم فيه الطبقات الاجتماعية و يكون الفرد سواء منتج أو مستهلك هو المحور الرئيسي للدراسة و التحليل الاقتصادي.  و قد جاء التيار النيوكلاسيكي بمفاه...

مقدمة حول أسواق رؤوس الأموال

سنقدم من خلال هذا المقال مقدمة مختصرة حول أنواع,  خصائص  و وظائف  أسواق رؤوس الأموال الرئيسية, و التي يدار من خلالها جل أنواع التمويلات الضرورية لتحريك عجلة الاقتصاد. و سنكتفي بذكر بعض أهم الخاصيات التي تتميز بها أهم أسواق رؤوس الأموال, على أن نخصص مقالات مفصلة لبعض أسواق المال الأساسية الأخرى كسوق الأوراق المالية (البورصة)  و سوق الصرف (الفوركس), باعتبار أن بعض أسواق رؤوس الأموال قد لا تهم كثيرا المستثمر الفرد كسوق سندات الخزينة (الخزانة) الموجه خصيصا للمستثمرين الكبار  المحترفين و المهيكلين خاصة الصناديق الاستثمارية الكبرى بكل أنواعها و أشكالها و مقاولات و شركات التأمين و الأبناك. يمكن تعريف أسواق رؤوس الأموال بشكل عام, بالأسواق الحقيقية و الافتراضية التي يتم من خلالها تبادل رؤوس الأموال بين فاعلين اقتصاديين يتوفرون على فائض في السيولة,  و فاعلين اقتصاديين آخرين في حاجة إلى التمويل. و تعتبر أسواق رؤوس الأموال الرئيسية,  أسواق مهيكلة و منظمة و مقننة بحكم القوانين و التشريعات,  و تتحكم في سيولة مالية ضخمة. يمكن القول أن, أسواق المال بمفهومها الشام...

كيفية عمل بورصة الأسهم و السندات

سنتطرق في هذا المقال إلى بعض أهم ميكانيزمات عمل بورصات الأوراق المالية للأسهم و السندات.    الفاعلين الرئيسيين في البورصة لا يمكن لسوق البورصة أن يعمل بشكل سليم و منظم بدون وجود لاعبين أساسيين في السوق.  هيئة سوق رؤوس الأموال   مؤسسة عمومية تتدخل في سوق الرساميل باستمرار؛ من بين أهم مهامها: الحفاظ على ادخار المستثمرين، تقديم المعلومات الضرورية للمتدخلين، السهر على حسن سير  سوق الرساميل طبقا للقوانين و التشريعات التنظيمية للبلد، تقنين عمليات سوق البورصة، مراقبة مختلف الأنشطة الجارية في البورصة،   تنظيم سوق الرساميل، الموافقة على اعتماد شركات البورصة و المنتجات الجديدة،  التأشيرة على و مراقبة المعلومات المالية المقدمة من طرف المصدرين للأوراق المالية،  معالجة شكاوى المستثمرين و المتدخلين. الشركة المسيرة للبورصة الشركة المسيرة للبورصة،  شركة قد تكون عمومية أو خاصة؛  في بعض البلدان، الشركة غالبا ما تكون مملوكة من طرف شركات البورصة للسمسرة و الوساطة؛  من بين  أهدافها: السهر على عمل سوق البورصة بكل سلاسة و نظام الإعلان على إدراج ...