التخطي إلى المحتوى الرئيسي

آدم سميث: ثروة الأمم

شهدت أوروبا في بداية القرن 18 تغيرات و تطورات علمية و اجتماعية و ديموغرافية و فكرية كبيرة أدت إلى  ظهور ثورة فكرية وصناعية و نهضة كبرى لم تشهدها أوروبا و العالم من قبل, خاصة في انكلترا و التي أثارت انتباه و فضول بعض كبار المفكرين كالعالم آدم سميث, الذي وضع أسس النظام الاقتصادي الليبرالي, بعدما لم يعد ممكنا تفسير الظواهر الاقتصادية الجديدة من منطلق أفكار التيارات الميركنتيلية و الفيزيوقراطية فقط.

أهم أفكار آدم سميث و التيار الكلاسيكي

تطرق آدم سميث في كتابه الشهير "بحث في طبيعة و أسباب ثروة الأمم" إلى أهم أفكار المدرسة الليبرالية التي تعتمد على الفكر العلمي و التحليل الحقيقي للأحداث من خلال ملاحظة  و دراسة الأحداث الاقتصادية بعيدا عن المعايير الدينية و الأخلاقية و  الفلسفية, و هي تقريبا نفس الأفكار التي تقاسمها معه مفكرون اقتصاديون آخرون كدافيد ريكاردو, توماس مالتوس, جون باتيست ساي و جون ستيوارت ميل.
إليكم  أهم ما جاء في كتاب آدم سميث "ثروة الأمم":

  • العمل هو مصدر القيمة و الثروة عكس المدرسة الميركنتيلية ( الذهب و الفضة أو المعادن الثمينة هي مصدر الثروة) و الفيزيوقراطية (الفلاحة وحدها مصدر الثروة)
  • قيمة أي سلعة تساوي كمية العمل الضرورية لإنتاجها
  • المجتمعات و الأسواق منظمة طبيعيا من خلال اليد الخفية (النظام الطبيعي) 
  • المصلحة الفردية تصب في صالح   المصلحة الجماعية و العكس صحيح ( نظام الحرية الطبيعية) 
  • المصلحة الفردية هي المحرك الأساسي للسلوك البشري و للمبادلات
  • الأسواق تنظم و تصحح نفسها بنفسها في المدى البعيد
  •  لا حاجة لتدخل الدولة في الاقتصاد و الأسواق ( العبارة الفرنسية: دعه يعمل دعه يمر)
  • الدعوة إلى المبادلات الحرة
  • استعمال الادخار لمراكمة رأس المال و الاستثمار في الأنشطة الأكثر ربحا
  • تقسيم العمل من أجل رفع الإنتاجية
  • نظرية القيمة: للسلع قيمتين  مختلفتين هما قيمة الاستعمال أو المنفعة و قيمة التبادل 
  •  3 طبقات اجتماعية: ملاك الأراضي المقاولون الرأسماليون و طبقة العمال
  • توزيع المداخل : الربح دخل رأس المال, الريع سعر و دخل استغلال الأرض و الأجر دخل العامل 
  • الدعوة إلى "الدولة الدركية" الحارسة, التي يقتصر دورها على تأمين  و حماية الأفراد و المنشآت و الممتلكات و ضمان الحقوق دون التدخل في الاقتصاد الحر
  • تأييد استعمال المعادن كنقود كمعيار الذهب و الفضة
  • الأجور تحددها موازين القوى بين رب العمل و الأجير, أي يحددها السوق
  • الفلاحة تؤدي إلى تطوير الصناعة  و التجارة الخارجية, فيتحقق النمو و الرفاهية
  • انتقاد المدرسة الميركنتيلية و الضرائب و الرسوم التي دعت إلى فرضها  على الواردات و مراقبة التجارة الدولية
  • تأييد التجارة الحرة و الصناعة الوطنية
  • الدعوة إلى ضرائب تصاعدية و سوق حرة مفتوحة
  • نظرية الأفضلية أو الميزة المطلقة في التجارة الدولية.





تعليقات

المشاركات الشائعة

التيار الاقتصادي النيوكلاسيكي

تيار فكري اقتصادي ظهر تزامنا مع الفكر الماركسي, بين سنتي 1830 و  1930. وقد شكل امتدادا للتيار الكلاسيكي, خاصة في ما يخص مبادئ الليبرالية و الملكية الفردية و العقلانية.  لكن المدرسة النيوكلاسيكية أو الكلاسيكية الحديثة اختلفت عن فكر المدرسة الكلاسيكية, بتركيزها على تحليل السلوكيات الاقتصادية للأفراد سواء المستهلك أو المنتج, و محاولة فهم كيف يأخذ الفاعل الاقتصادي مختلف القرارات الاقتصادية لتلبية رغباته الاقتصادية القصوى بفعالية في ظل ندرة الموارد. فتميزت عن  المدرسة الكلاسيكية التي اهتمت بدراسة الإنتاج الكلي وكيفية توزيع الثروة داخل مجتمع طبقي إضافة إلى التجارة الدولية و النمو الاقتصادي و  الديمغرافي.  كما اعتمدت المدرسة النيوكلاسيكية  كثيرا على الرياضيات, فمعظم مؤسسي المدرسة استخدموا التحليل الرياضي لشرح مختلف النظريات الميكرواقتصادية..لذلك كانت النيوكلاسيكية بالفعل  أول من أسس ما سمي بالاقتصاد الجزئي, الذي تنعدم فيه الطبقات الاجتماعية و يكون الفرد سواء منتج أو مستهلك هو المحور الرئيسي للدراسة و التحليل الاقتصادي.  و قد جاء التيار النيوكلاسيكي بمفاه...

مقدمة حول أسواق رؤوس الأموال

سنقدم من خلال هذا المقال مقدمة مختصرة حول أنواع,  خصائص  و وظائف  أسواق رؤوس الأموال الرئيسية, و التي يدار من خلالها جل أنواع التمويلات الضرورية لتحريك عجلة الاقتصاد. و سنكتفي بذكر بعض أهم الخاصيات التي تتميز بها أهم أسواق رؤوس الأموال, على أن نخصص مقالات مفصلة لبعض أسواق المال الأساسية الأخرى كسوق الأوراق المالية (البورصة)  و سوق الصرف (الفوركس), باعتبار أن بعض أسواق رؤوس الأموال قد لا تهم كثيرا المستثمر الفرد كسوق سندات الخزينة (الخزانة) الموجه خصيصا للمستثمرين الكبار  المحترفين و المهيكلين خاصة الصناديق الاستثمارية الكبرى بكل أنواعها و أشكالها و مقاولات و شركات التأمين و الأبناك. يمكن تعريف أسواق رؤوس الأموال بشكل عام, بالأسواق الحقيقية و الافتراضية التي يتم من خلالها تبادل رؤوس الأموال بين فاعلين اقتصاديين يتوفرون على فائض في السيولة,  و فاعلين اقتصاديين آخرين في حاجة إلى التمويل. و تعتبر أسواق رؤوس الأموال الرئيسية,  أسواق مهيكلة و منظمة و مقننة بحكم القوانين و التشريعات,  و تتحكم في سيولة مالية ضخمة. يمكن القول أن, أسواق المال بمفهومها الشام...

كيفية عمل بورصة الأسهم و السندات

سنتطرق في هذا المقال إلى بعض أهم ميكانيزمات عمل بورصات الأوراق المالية للأسهم و السندات.    الفاعلين الرئيسيين في البورصة لا يمكن لسوق البورصة أن يعمل بشكل سليم و منظم بدون وجود لاعبين أساسيين في السوق.  هيئة سوق رؤوس الأموال   مؤسسة عمومية تتدخل في سوق الرساميل باستمرار؛ من بين أهم مهامها: الحفاظ على ادخار المستثمرين، تقديم المعلومات الضرورية للمتدخلين، السهر على حسن سير  سوق الرساميل طبقا للقوانين و التشريعات التنظيمية للبلد، تقنين عمليات سوق البورصة، مراقبة مختلف الأنشطة الجارية في البورصة،   تنظيم سوق الرساميل، الموافقة على اعتماد شركات البورصة و المنتجات الجديدة،  التأشيرة على و مراقبة المعلومات المالية المقدمة من طرف المصدرين للأوراق المالية،  معالجة شكاوى المستثمرين و المتدخلين. الشركة المسيرة للبورصة الشركة المسيرة للبورصة،  شركة قد تكون عمومية أو خاصة؛  في بعض البلدان، الشركة غالبا ما تكون مملوكة من طرف شركات البورصة للسمسرة و الوساطة؛  من بين  أهدافها: السهر على عمل سوق البورصة بكل سلاسة و نظام الإعلان على إدراج ...